لم أسمع من قبل بجائزة «كرانس مونتانا» بموناكو ولا أعرف شروط الترشح للظفر بها. لكنني اليوم عندما سمعت خبر فوز عباس الفاسي بها، اعترافا له بالدور الكبير في تحسين الحياة اليومية للمغاربة، عرفت أهم شروط الترشح للفوز بهذه الجائزة.
أول شيء يجب أن تكون سيرتك الذاتية مليئة بالكوارث، كأن تجر وراءك فضيحة من عيار فضيحة «النجاة»، وأن تترشح لرئاسة حزبك لولاية ثالثة حتى تضمن الخلود السياسي.
ويجب أن تكون أيضا خريج المعهد الوطني للماكياج وفنون الصباغة، ومعك دبلوم حكومي في التجميل. بحيث إذا ما اندلعت انتفاضة في مدينة ما تخرج في التلفزيون على المشاهدين وتقنعهم بأن الأمور عادية وأن المواطنين يعيشون في طمأنينة، وأن ما سمعوه من دوي للرصاص المطاطي وما رأوه من أدخنة للقنابل المسيلة للدموع ليس سوى وسائل عملية لتحسين الحياة اليومية للمواطنين. يعني أن الدولة تحسن للمواطنين، بدون ماء في الغالب. وعندما تحسن لسكان مدينة ما فإنها تريد أن تقول للآخرين الذين قد يفكرون في الاحتجاج أن «يرطبوا» وجوههم.
تحتاج أيضا إلى دبلوم متخصص في المانيكير، بحيث عندما تشهر السلطة مخالبها في وجه المواطنين يكون بمستطاعك فيما بعد أن تنظفها من بقايا الدماء والأشلاء التي علقت فيها في عيادتك الحكومية.
ولعل هذا ما صنع عباس الفاسي عندما خرج في التلفزيون يقول بأن لا شيء حدث على الإطلاق في سيدي إفني، في الوقت الذي كانت فيه مخالب رجال العنيكري والشرقي أضريس والجنرال حسني بنسليمان تعبث بأجساد المواطنين. فمهمته الأساسية في هذه الحكومة أصبحت هي تنقية مخالب هؤلاء الكواسر وطليها بالفيريني حتى تبدو أكثر لمعانا.
كما يجب أن يتوفر المرشح على لسان مزدوج، ليس عربي وفرنسي، وإنما لسان يستطيع أن يقول الشيء وضده في الوقت نفسه. ومن يقرأ جريدة عباس الفاسي وهي تردد تصريح وزيرها الأول المطمئن بعد اندلاع أحداث سيدي إفني، ويعود إلى قراءة الجريدة أمس حيث تعترف بأن سيدي إفني منطقة منكوبة اجتماعيا واقتصاديا، سيفهم معنى اللسان المزدوج.
بعض المؤسسات العلمية والأكاديمية الأجنبية تعطي أحيانا جوائز لبعض المغاربة يحار المرء في معرفة السبب الحقيقي وراء اختيارهم لهؤلاء بالضبط دون غيرهم. ربما نظرا للخدمات الجليلة التي يكونون قد أسدوها لبلدانهم، البلدان المانحة طبعا. فقبل سنتين منحت جامعة أوكسفورد جائزة رجل السنة لعصمان، الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار. هكذا ودون سبب واضح تركت جامعة أوكسفورد العريقة كل الشخصيات المغربية التي ناضلت من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، واختارت شخصية مخزنية تجسد التشبث المرضي بالكرسي، بحكم أن عصمان تسلم الجائزة وهو لا يزال رئيسا على الأحرار.
ومنحت إسبانيا جائزة إزابيل الكاثوليكية للجنرال العنيكري وحسني بنسليمان لمساهمتهما في التقريب بين الشعبين المغربي والإسباني. والغريب في هذه الجائزة أنها تحمل اسم ملكة تعتبر طرد العرب والمسلمين واليهود من الأندلس إحدى أعظم مفاخرها التاريخية. وهكذا فالحكومة الإسبانية أفضل من يطبق المثل المغربي الشهير «يبيعو القرد ويضحكو على من شراه». فهم يحتفلون بطرد العرب والمسلمين كل سنة في مدنهم، ويستثنون الاحتفال بطرد اليهود خوفا من إسرائيل، ثم لا يخجلون من توشيح صدور أحفاد هؤلاء المسلمين الذين طردوهم شر طردة بأوسمة تحمل اسم الملكة التي قادت حملة الطرد ضدهم.
وليس العنيكري وحسني بنسليمان وحدهما اللذان توشحا بهذا الوسام الذي يحمل رائحة الإهانة، وإنما مستشارون ملكيون ووزراء وشخصيات سامية مغربية.
وربما يفهم المرء توشيح صدر الجنرالين حسني بنسليمان والعنيكري بوسام ملكة كإيزابيلا أرهبت مسلمي الأندلس وطردتهم حتى آخر رجل. فهذا الوسام يليق بهما تماما، بالنظر إلى «الإنجازات» الباهرة التي تحسب لهما في أكثر من مدينة مغربية طيلة الثلاثين سنة الأخيرة. ولعل آخرها «إنجازاتهما» الميدانية التي قاداها بأنفسهما من تزنيت وأحرزا خلالها انتصارا كاسحا ضد سكان سيدي إفني العزل. فأسروا من أسروا وجمعوا الغنائم بعد أن اقتحموا بيوت المواطنين، وسرقوا حتى طواجين السمك من الثلاجات. ولولا أن الثلاجات ثقيلة لكانوا «غنموها» هي أيضا.
فكما طاردت الملكة إزابيلا المسلمين وراء البحر، طارد الجنرالان بنسليمان والعنيكري شباب سيدي إفني نحو الجبال. ولو وجد شباب سيدي إفني المطاردون بالكلاب والطائرات في الجبال قوارب كتلك التي استعملها المسلمون في الهروب نحو المغرب في سالف الزمان، لما ترددوا في ركوبها والهروب نحو الأندلس من جديد. فقد تغيرت الظروف في شبه الجزيرة الإبيرية وحل على عرش إسبانيا ملك صالح يقال له خوان كارلوس، يسود ولا يحكم، يؤدي الضرائب مثل جميع المواطنين، ولا يستطيع أن يصرف مليما واحدا دون موافقة البرلمان، ومن شدة حبه للصحافيين يلقي النكت أمامهم في المؤتمرات، ويزوج وريث عرشه لصحافية.
والواقع أن الثلاثي الشرقي أضريس والجنرالين بنسليمان والعنيكري هم الذين كانوا أولى من عباس الفاسي بجائزة «كرانس مونتانا» نظرا لتحسينهم للحياة اليومية للمغاربة، خصوصا سكان سيدي إفني الذين تعلموا الحسانة في رؤوسهم هذه الأيام. وإذا كان حسني بنسليمان لا يستطيع أن يغادر التراب الوطني خوفا من مذكرة البحث الصادرة في حقه في الخارج، فإن الشرقي أضريس والعنيكري يمكنهما أن يتسلما جائزته مكانه ويحضرانها إليه.
ومن مظاهر تحسين هذا الثلاثي للحياة اليومية للمغاربة هو أن ترتيب المغرب ضمن الدول الأكثر خطورة في العالم تقدم خمس عشرة درجة. يعني أن العيش في المغرب، بفضل هؤلاء الفرسان الثلاثة Les Trois Mousquetaires، أصبح أكثر خطورة من السابق. وهذا طبيعي، فعلى عهد مدير الأمن الشرقي أضريس تردى الأمن إلى درجات خطيرة، وأصبحنا نرى لأول مرة في المغرب مظاهر السيبة، كما حدث في برشيد عندما تبارزت قبيلتان بالسواطير والسيوف أمام أنظار الأمن. أو كما حدث في فاس عندما بدأ المواطنون يفكرون في تنظيم مسيرات احتجاجا على غياب الأمن في أحيائهم.
ولعل أكبر مثال على استهتار المدير العام للأمن الوطني بالأمن العام هو تركه لمراكش، عاصمة السياحة في المغرب، بدون والي للأمن. مع علمه المسبق بأن الوالي الحالي يعاني من مرض مزمن، وحتى نائبه أدخل مؤخرا إلى مصحة في مراكش بعد إصابته بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم. ولهذا يتم اغتصاب السائحات جنب الفنادق كما وقع لسائحة إسبانية مؤخرا، وتتم سرقة أخريات في قلب المدينة.
عندما سمعت وزير الداخلية شيكب بنموسى يتهجى بصعوبة في البرلمان جوابه عن سؤال حول الانتهاكات التي وقعت في سيدي إفني، ويقول أن وزارته مستعدة لتطبيق القانون ضد كل من ثبت اعتداؤه على السكان، عرفت أن الوزير شكيب جاء إلى البرلمان لكي يلعب دور الشماعة التي سيعلق عليها الفرسان الثلاثة أخطاءهم.
فالمسؤولون المباشرون عما وقع في سيدي إفني معروفون، إنهم هؤلاء «الفرسان الثلاثة» الذين استغلوا الظرف للتنكيل بالمواطنين وتذكيرهم بما ينتظرهم إن هم فكروا ذات يوم في المطالبة بتحسين حياتهم اليومية. تلك الحياة اليومية التي نال عنها عباس الفاسي، ويا للمصادفة، جائزة في موناكو.
لذلك فأحسن شيء يمكن أن يصنعه عباس الفاسي هو أن يتقاسم جائزته مع هؤلاء «الفرسان الثلاثة»، ويقيم حفلا مصغرا في وزارته يدعو إليه التمثيليات الأجنبية في الرباط. من يدري، ربما يتشجعون هم أيضا ويرشحون عباس وفرسانه الثلاثة لجائزة نوبل للسلام. فأحداث سيدي إفني الأخيرة أظهرت أن سلوك الجنرالين تحسن كثيرا بعد كل هذه السنوات من «النضال» في «نشر» السلم الاجتماعي في ربوع المملكة. والدليل على ذلك أنهم أقلعوا عن استعمال الرصاص الحي في التصدي للمخربين الأشرار، أعداء السلام، وأصبحوا يتصدون لهم فقط بالرصاص المطاطي. وهذا في حد ذاته إنجاز حضاري عظيم يستحقون عليه أرفع الأوسمة من طرف المنظمات الحقوقية العالمية.
مبروك سيد عباس على «تحسينك» للحياة اليومية للمغاربة. بفضل شفرة حلاقتك تبدو وجوهنا كل يوم أكثر نضارة. فقط «تكايس» وأنت «تحسن» لنا حياتنا اليومية، لأن «شفرتك الحافية» وصلت للعظم.
أول شيء يجب أن تكون سيرتك الذاتية مليئة بالكوارث، كأن تجر وراءك فضيحة من عيار فضيحة «النجاة»، وأن تترشح لرئاسة حزبك لولاية ثالثة حتى تضمن الخلود السياسي.
ويجب أن تكون أيضا خريج المعهد الوطني للماكياج وفنون الصباغة، ومعك دبلوم حكومي في التجميل. بحيث إذا ما اندلعت انتفاضة في مدينة ما تخرج في التلفزيون على المشاهدين وتقنعهم بأن الأمور عادية وأن المواطنين يعيشون في طمأنينة، وأن ما سمعوه من دوي للرصاص المطاطي وما رأوه من أدخنة للقنابل المسيلة للدموع ليس سوى وسائل عملية لتحسين الحياة اليومية للمواطنين. يعني أن الدولة تحسن للمواطنين، بدون ماء في الغالب. وعندما تحسن لسكان مدينة ما فإنها تريد أن تقول للآخرين الذين قد يفكرون في الاحتجاج أن «يرطبوا» وجوههم.
تحتاج أيضا إلى دبلوم متخصص في المانيكير، بحيث عندما تشهر السلطة مخالبها في وجه المواطنين يكون بمستطاعك فيما بعد أن تنظفها من بقايا الدماء والأشلاء التي علقت فيها في عيادتك الحكومية.
ولعل هذا ما صنع عباس الفاسي عندما خرج في التلفزيون يقول بأن لا شيء حدث على الإطلاق في سيدي إفني، في الوقت الذي كانت فيه مخالب رجال العنيكري والشرقي أضريس والجنرال حسني بنسليمان تعبث بأجساد المواطنين. فمهمته الأساسية في هذه الحكومة أصبحت هي تنقية مخالب هؤلاء الكواسر وطليها بالفيريني حتى تبدو أكثر لمعانا.
كما يجب أن يتوفر المرشح على لسان مزدوج، ليس عربي وفرنسي، وإنما لسان يستطيع أن يقول الشيء وضده في الوقت نفسه. ومن يقرأ جريدة عباس الفاسي وهي تردد تصريح وزيرها الأول المطمئن بعد اندلاع أحداث سيدي إفني، ويعود إلى قراءة الجريدة أمس حيث تعترف بأن سيدي إفني منطقة منكوبة اجتماعيا واقتصاديا، سيفهم معنى اللسان المزدوج.
بعض المؤسسات العلمية والأكاديمية الأجنبية تعطي أحيانا جوائز لبعض المغاربة يحار المرء في معرفة السبب الحقيقي وراء اختيارهم لهؤلاء بالضبط دون غيرهم. ربما نظرا للخدمات الجليلة التي يكونون قد أسدوها لبلدانهم، البلدان المانحة طبعا. فقبل سنتين منحت جامعة أوكسفورد جائزة رجل السنة لعصمان، الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار. هكذا ودون سبب واضح تركت جامعة أوكسفورد العريقة كل الشخصيات المغربية التي ناضلت من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، واختارت شخصية مخزنية تجسد التشبث المرضي بالكرسي، بحكم أن عصمان تسلم الجائزة وهو لا يزال رئيسا على الأحرار.
ومنحت إسبانيا جائزة إزابيل الكاثوليكية للجنرال العنيكري وحسني بنسليمان لمساهمتهما في التقريب بين الشعبين المغربي والإسباني. والغريب في هذه الجائزة أنها تحمل اسم ملكة تعتبر طرد العرب والمسلمين واليهود من الأندلس إحدى أعظم مفاخرها التاريخية. وهكذا فالحكومة الإسبانية أفضل من يطبق المثل المغربي الشهير «يبيعو القرد ويضحكو على من شراه». فهم يحتفلون بطرد العرب والمسلمين كل سنة في مدنهم، ويستثنون الاحتفال بطرد اليهود خوفا من إسرائيل، ثم لا يخجلون من توشيح صدور أحفاد هؤلاء المسلمين الذين طردوهم شر طردة بأوسمة تحمل اسم الملكة التي قادت حملة الطرد ضدهم.
وليس العنيكري وحسني بنسليمان وحدهما اللذان توشحا بهذا الوسام الذي يحمل رائحة الإهانة، وإنما مستشارون ملكيون ووزراء وشخصيات سامية مغربية.
وربما يفهم المرء توشيح صدر الجنرالين حسني بنسليمان والعنيكري بوسام ملكة كإيزابيلا أرهبت مسلمي الأندلس وطردتهم حتى آخر رجل. فهذا الوسام يليق بهما تماما، بالنظر إلى «الإنجازات» الباهرة التي تحسب لهما في أكثر من مدينة مغربية طيلة الثلاثين سنة الأخيرة. ولعل آخرها «إنجازاتهما» الميدانية التي قاداها بأنفسهما من تزنيت وأحرزا خلالها انتصارا كاسحا ضد سكان سيدي إفني العزل. فأسروا من أسروا وجمعوا الغنائم بعد أن اقتحموا بيوت المواطنين، وسرقوا حتى طواجين السمك من الثلاجات. ولولا أن الثلاجات ثقيلة لكانوا «غنموها» هي أيضا.
فكما طاردت الملكة إزابيلا المسلمين وراء البحر، طارد الجنرالان بنسليمان والعنيكري شباب سيدي إفني نحو الجبال. ولو وجد شباب سيدي إفني المطاردون بالكلاب والطائرات في الجبال قوارب كتلك التي استعملها المسلمون في الهروب نحو المغرب في سالف الزمان، لما ترددوا في ركوبها والهروب نحو الأندلس من جديد. فقد تغيرت الظروف في شبه الجزيرة الإبيرية وحل على عرش إسبانيا ملك صالح يقال له خوان كارلوس، يسود ولا يحكم، يؤدي الضرائب مثل جميع المواطنين، ولا يستطيع أن يصرف مليما واحدا دون موافقة البرلمان، ومن شدة حبه للصحافيين يلقي النكت أمامهم في المؤتمرات، ويزوج وريث عرشه لصحافية.
والواقع أن الثلاثي الشرقي أضريس والجنرالين بنسليمان والعنيكري هم الذين كانوا أولى من عباس الفاسي بجائزة «كرانس مونتانا» نظرا لتحسينهم للحياة اليومية للمغاربة، خصوصا سكان سيدي إفني الذين تعلموا الحسانة في رؤوسهم هذه الأيام. وإذا كان حسني بنسليمان لا يستطيع أن يغادر التراب الوطني خوفا من مذكرة البحث الصادرة في حقه في الخارج، فإن الشرقي أضريس والعنيكري يمكنهما أن يتسلما جائزته مكانه ويحضرانها إليه.
ومن مظاهر تحسين هذا الثلاثي للحياة اليومية للمغاربة هو أن ترتيب المغرب ضمن الدول الأكثر خطورة في العالم تقدم خمس عشرة درجة. يعني أن العيش في المغرب، بفضل هؤلاء الفرسان الثلاثة Les Trois Mousquetaires، أصبح أكثر خطورة من السابق. وهذا طبيعي، فعلى عهد مدير الأمن الشرقي أضريس تردى الأمن إلى درجات خطيرة، وأصبحنا نرى لأول مرة في المغرب مظاهر السيبة، كما حدث في برشيد عندما تبارزت قبيلتان بالسواطير والسيوف أمام أنظار الأمن. أو كما حدث في فاس عندما بدأ المواطنون يفكرون في تنظيم مسيرات احتجاجا على غياب الأمن في أحيائهم.
ولعل أكبر مثال على استهتار المدير العام للأمن الوطني بالأمن العام هو تركه لمراكش، عاصمة السياحة في المغرب، بدون والي للأمن. مع علمه المسبق بأن الوالي الحالي يعاني من مرض مزمن، وحتى نائبه أدخل مؤخرا إلى مصحة في مراكش بعد إصابته بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم. ولهذا يتم اغتصاب السائحات جنب الفنادق كما وقع لسائحة إسبانية مؤخرا، وتتم سرقة أخريات في قلب المدينة.
عندما سمعت وزير الداخلية شيكب بنموسى يتهجى بصعوبة في البرلمان جوابه عن سؤال حول الانتهاكات التي وقعت في سيدي إفني، ويقول أن وزارته مستعدة لتطبيق القانون ضد كل من ثبت اعتداؤه على السكان، عرفت أن الوزير شكيب جاء إلى البرلمان لكي يلعب دور الشماعة التي سيعلق عليها الفرسان الثلاثة أخطاءهم.
فالمسؤولون المباشرون عما وقع في سيدي إفني معروفون، إنهم هؤلاء «الفرسان الثلاثة» الذين استغلوا الظرف للتنكيل بالمواطنين وتذكيرهم بما ينتظرهم إن هم فكروا ذات يوم في المطالبة بتحسين حياتهم اليومية. تلك الحياة اليومية التي نال عنها عباس الفاسي، ويا للمصادفة، جائزة في موناكو.
لذلك فأحسن شيء يمكن أن يصنعه عباس الفاسي هو أن يتقاسم جائزته مع هؤلاء «الفرسان الثلاثة»، ويقيم حفلا مصغرا في وزارته يدعو إليه التمثيليات الأجنبية في الرباط. من يدري، ربما يتشجعون هم أيضا ويرشحون عباس وفرسانه الثلاثة لجائزة نوبل للسلام. فأحداث سيدي إفني الأخيرة أظهرت أن سلوك الجنرالين تحسن كثيرا بعد كل هذه السنوات من «النضال» في «نشر» السلم الاجتماعي في ربوع المملكة. والدليل على ذلك أنهم أقلعوا عن استعمال الرصاص الحي في التصدي للمخربين الأشرار، أعداء السلام، وأصبحوا يتصدون لهم فقط بالرصاص المطاطي. وهذا في حد ذاته إنجاز حضاري عظيم يستحقون عليه أرفع الأوسمة من طرف المنظمات الحقوقية العالمية.
مبروك سيد عباس على «تحسينك» للحياة اليومية للمغاربة. بفضل شفرة حلاقتك تبدو وجوهنا كل يوم أكثر نضارة. فقط «تكايس» وأنت «تحسن» لنا حياتنا اليومية، لأن «شفرتك الحافية» وصلت للعظم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق