عادة التقلاز من تحت الجلابة أصبحت عادة متأصلة في ما ينطق به لسان حال الاتحاد الاشتراكي هذه الأيام. فعوض أن تخرج لها جريدة الحزب نيشان وتسمي الأشياء بمسمياتها تختار أسلوب حشيان الهضرة من تحتها. والواقع أن لسان الحزب الذي يقود ما يسمى بالكتلة يصبح طويلا عندما يريد ويدخل جواه عندما يريد، حسب أحوال الطقس السياسية. ومع اقتراب موعد الاقتراع أصبح هذا اللسان يتحدث بلغة الغوص لكي يوجه رسائل سياسية مفخخة لمن يهمهم الأمر.
لنتأمل حشيان الهضرة التالي مثلا «فكرة جديدة أبدعتها الفاشية الجديدة في المغرب وهي الدعاية ضد الزعماء الحزبيين بحجة أنهم كبار في السن، وهذه الحكاية السخيفة تنسى أن ما يحتاج إليه الشباب في المغرب هو الكف عن تكريس مظاهر الجمود والرجعية في الفكر أو الممارسة، مثل بروتوكول القرون الوسطى أو تقديس الأشخاص».
هذا الكلام ليس مقالا افتتاحيا من أرشيف جريدة المحرر، وإنما هو مقتطف من مقال صادر في جريدة حزب الاتحاد الاشتراكي الأسبوع الماضي يتحدث كاتبه عن الفاشيين الجدد في المغرب.
من عادة الاتحاد الاشتراكي أن يخرج العتاد الثقيل، كما يقول العسكر، بمجرد ما يشعر قادته أن مواقعهم أصبحت في خطر. والعتاد الثقيل الذي تعتبره القواعد الخلفية للحزب فعالا هو موضوع الملكية. ولعل كاتب المقال عندما كان يتحدث عن البروتوكول الجامد والفكر الرجعي الذي يقدس الأشخاص لم يكن يقصد البروتوكول الملكي في بريطانيا أو بروتوكول الملكة بياتريس بهولندا، وإنما كان يقصد بالتحديد بروتوكول المملكة المغربية. وعندما يتحدث كاتب المقال عن الفكر الرجعي الذي يعود إلى القرون الوسطى والذي ينص على تقديس الأشخاص لم يكن يتحدث عن لويس السادس وإنما عن محمد السادس تحديدا.
لكن الجبن السياسي وعادة التقلاز من تحت الجلابة التي يجيدها الحزب كثيرا، منعته من توضيح الواضحات، ربما لأنه يعرف أن توضيح الواضحات من المفضحات. لذلك اختار أن يستغل موضوع الحديث عن مطالب الشباب المغربي لكي يدس هذه الجملة الاعتراضية كالسم في الدسم وهو يعرف أنها ستصل إلى من يهمهم الأمر.
نفهم من هذا الكلام أن الاتحاد الاشتراكي يريد أن يصعد من مستوى حملته الانتخابية برفع سقف مطالبه السياسية. نحن إذا أمام خطاب سياسي جديد لم نسمع بأن محمد اليازغي قد تحدث عنه خلال هذه الحملة، وبهذا المعنى فالاتحاد الاشتراكي يريد حذف الفصل الذي يتحدث عن شخص الملك كشخص مقدس، وإحداث ثورة جذرية في البروتوكول الملكي وإلغاء تقبيل يد الملك وأفراد عائلته.
إذا كنا نفهم اللغة العربية فهذا ما يظهر من فحوى المقال، أما إذا كان كاتبه يتحدث عن الملكية في أندونيسيا فليسمح لنا على هذا الخلط غير المقصود.
وقد كان أفضل للاتحاد الاشتراكي، الذي يريد أن يلعب دور البطولة على بعد أيام من الاقتراع، أن يكون جريئا ويعبر عن موقفه من الملكية بشكل واضح، مثلا على اليازغي أن يشرح للشعب المغربي ماذا يقترح كبروتوكول عوض البرتوكول الحالي الذي يراه لائقا بالقرون الوسطى. وهل مطلب فصل السلطة عن القداسة في ما يخص شخص الملك موقف يتبناه الاتحاد الاشتراكي وحده أم يتبناه معه حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية بحكم أنهم يجتمعون ثلاثتهم في الكتلة. أم أن الأحزاب الثلاثة متفقة فقط على اقتسام الحقائب الوزارية أما في ما يخص المواقف السياسية كلها يضرب على عرامو.
لحسن الحظ أننا لم نصب بالزهايمر بعد، ولازالت ذاكرتنا تحتفظ بمطالب الحزب بخصوص تعديل الدستور. هذا المطلب الذي كان الحزب يتخلى عنه فجأة بمجرد ما يحصل على حصته من الحقائب الوزارية. أكثر من ذلك، فقد قال اليازغي في أحد حواراته هذه السنة أن ما يقوم به الملك محمد السادس هو تماما ما كان الاتحاد الاشتراكي يناضل من أجله طيلة ثلاثين سنة. ولولا أن اليازغي لعن الشيطان لكان أضاف أن محمد السادس لديه بطاقة عضوية في الاتحاد الاشتراكي.
في الحقيقة مقال «الفاشية الجديدة» الذي نشره الاتحاد الاشتراكي بتوقيع الجريدة، يستحق أن يفتح حوله نقاش سياسي في وسائل الإعلام. فهذه أول مرة يتهم الاتحاد الاشتراكي، الذي شارك في الحكومة لعشر سنوات كاملة بحقائب حساسة كالعدل والتعليم والمالية، مباشرة البروتوكول الملكي بالتخلف والرجعية والقروسطوية. ويتهم الفصل الذي يضع الملك ضمن المقدسات بالفكر الجامد والرجعي. وربما نفهم الآن ذلك الشعار الذي رفعه الحزب مؤخرا مسنودا بتابعه الصغير حزب التقدم والاشتراكية، حيث يخيرون المغاربة بين الحداثة أو الرجعية. وقد كنا نعتقد أنهم يقصدون بالرجعية حزب العدالة والتنمية، إلى أن جاء مقال «الفاشية الجديدة» ونورنا وأضاف إلى لائحة الرجعيين البروتوكول الملكي والفصل 19 من الدستور.
ولعل من يقرأ بين سطور المقال سيتبين ملامح هؤلاء الفاشيين الجدد الذين يتحدث عنهم اليازغي وحزبه. تأملوا هذه التحفة مثلا «وآخر إبداع في دعاية الفاشية الجديدة هو ذلك الذي يروج لفكرة أن المواطن البسيط لا يريد السياسة ولا الأحزاب ولا البرلمان ولا الحكومة، إنه يريد فقط الشغل والخبز، ويقدم زعيم الفاشية نفسه (شكون هوا، الله أعلم) وكأنه «نظيف» جاء يخدم الشعب البسيط، بلا أغلبية ولا معارضة».
وارد جدا أن الكلام هنا موجه إلى وزير الداخلية المنتدب السابق فؤاد عالي الهمة، فهو المرشح المستقل الذي رفع شعار الكرامة والمواطنة، والكرامة أساسها الشغل أولا وأخيرا. وقد يكون المقصود أيضا هو الوزير الأول إدريس جطو الذي لم يأت إلى منصبه من الأغلبية أو المعارضة، والذي تضايق الاتحاد الاشتراكي من الانتقادات المبطنة التي وجهها لبعض وزراء الحزب، وليس جطو وحده الذي انتقد أداء هؤلاء الوزراء الذين لم يستطيعوا مسايرة الركب، وإنما الملك أيضا عبر صراحة في خطاب العرش عن عدم رضاه عن تسيير حقيبتين وزاريتين هما العدل والتعليم يوجدان لدى الاتحاد الاشتراكي منذ عشر سنوات.
وإذا كنا مخطئين في تحديد المقصود بهذا الكلام فإننا نتمنى أن يصدر اليازغي بيانا توضيحيا يشرح لنا بالضبط من يقصده بزعيم الفاشية. فنحن حقيقة حتى وإن اجتهدنا فإننا لن نصل إلى المستوى الذي وصل إليه في لغة الغوص.
ولعل كاتب المقال التحفة فكر في ترك رسالة هامة في آخر فقرة من مقاله، موجهة مباشرة إلى من يهمه الأمر، يتساءل فيها قائلا «متى كانت الديمقراطية بلا أغلبية ولا معارضة، متى كانت الديمقراطية بدون انتخابات وبدون برلمان وبدون حكومة. جواب الفاشية الجديدة واضح، إن كل هذا لا يصلح لشيء، ولا يبقى إلا وجه الحاكم الذي يستمد «شرعيته» مباشرة من الشعب».
مشكلة الاتحاد الاشتراكي أنه يلخص الديمقراطية في نفسه، إذا شارك في الحكومة وحصل على حقيبة الوزارة الأولى فالمغرب ديمقراطي، وإذا لم يشارك فهناك تراجع عن الخيار الديمقراطي ونكوص نحو الوراء وعودة إلى سنوات الرصاص.
وكأن المغرب لا يمكنه أن يحيا إذا لم يكن هناك حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي. والحال أن المغاربة جربوهم لعشر سنوات كاملة وأثبتوا عن جدارة واستحقاق أنهم لم يكونوا في مستوى الآمال التي عقدها عليهم الشعب الذي منحهم أصواته، فخذلوه في العدل والتعليم والمالية والماء وغيرها من الحقائب التي ظهر أنها كانت أكبر من حجمهم.
يتهم الحزب من يسميهم بالفاشيين الجدد بأنهم يدفعون الناس للعزوف عن المشاركة في الانتخابات وذلك بتشويه الأحزاب وبخسها قيمتها. وينسى الحزب أن من شوه الأحزاب ليس شيئا آخر سوى قادتها، خصوصا عندما ظهروا أمام الرأي العام يتسابقون لترشيح أبنائهم وأخواتهم وقريباتهم وصديقاتهم للانتخابات.
لذلك يجب أن يعرف هؤلاء القادة أنهم فعلا كبار، لكن في السن فقط. لقد جربناكم طويلا وخذلتمونا في الأخير، ولذلك دعونا نجرب غيركم، هناك يسار آخر غيركم، ويمين آخر غيركم، ووسط آخر غيركم. أنتم لستم قدرا محتما علينا إلى الأبد. دعونا نتنفس هواء آخر غير هذا الهواء المستعمل الذي تجبروننا في كل مرة على استنشاقه. اذهبوا لترتاحوا قليلا اتركوا مقاعدكم لغيركم، غيروا الجو، فأنتم في أمس الحاجة إلى ذلك، ونحن أيضا.
لنتأمل حشيان الهضرة التالي مثلا «فكرة جديدة أبدعتها الفاشية الجديدة في المغرب وهي الدعاية ضد الزعماء الحزبيين بحجة أنهم كبار في السن، وهذه الحكاية السخيفة تنسى أن ما يحتاج إليه الشباب في المغرب هو الكف عن تكريس مظاهر الجمود والرجعية في الفكر أو الممارسة، مثل بروتوكول القرون الوسطى أو تقديس الأشخاص».
هذا الكلام ليس مقالا افتتاحيا من أرشيف جريدة المحرر، وإنما هو مقتطف من مقال صادر في جريدة حزب الاتحاد الاشتراكي الأسبوع الماضي يتحدث كاتبه عن الفاشيين الجدد في المغرب.
من عادة الاتحاد الاشتراكي أن يخرج العتاد الثقيل، كما يقول العسكر، بمجرد ما يشعر قادته أن مواقعهم أصبحت في خطر. والعتاد الثقيل الذي تعتبره القواعد الخلفية للحزب فعالا هو موضوع الملكية. ولعل كاتب المقال عندما كان يتحدث عن البروتوكول الجامد والفكر الرجعي الذي يقدس الأشخاص لم يكن يقصد البروتوكول الملكي في بريطانيا أو بروتوكول الملكة بياتريس بهولندا، وإنما كان يقصد بالتحديد بروتوكول المملكة المغربية. وعندما يتحدث كاتب المقال عن الفكر الرجعي الذي يعود إلى القرون الوسطى والذي ينص على تقديس الأشخاص لم يكن يتحدث عن لويس السادس وإنما عن محمد السادس تحديدا.
لكن الجبن السياسي وعادة التقلاز من تحت الجلابة التي يجيدها الحزب كثيرا، منعته من توضيح الواضحات، ربما لأنه يعرف أن توضيح الواضحات من المفضحات. لذلك اختار أن يستغل موضوع الحديث عن مطالب الشباب المغربي لكي يدس هذه الجملة الاعتراضية كالسم في الدسم وهو يعرف أنها ستصل إلى من يهمهم الأمر.
نفهم من هذا الكلام أن الاتحاد الاشتراكي يريد أن يصعد من مستوى حملته الانتخابية برفع سقف مطالبه السياسية. نحن إذا أمام خطاب سياسي جديد لم نسمع بأن محمد اليازغي قد تحدث عنه خلال هذه الحملة، وبهذا المعنى فالاتحاد الاشتراكي يريد حذف الفصل الذي يتحدث عن شخص الملك كشخص مقدس، وإحداث ثورة جذرية في البروتوكول الملكي وإلغاء تقبيل يد الملك وأفراد عائلته.
إذا كنا نفهم اللغة العربية فهذا ما يظهر من فحوى المقال، أما إذا كان كاتبه يتحدث عن الملكية في أندونيسيا فليسمح لنا على هذا الخلط غير المقصود.
وقد كان أفضل للاتحاد الاشتراكي، الذي يريد أن يلعب دور البطولة على بعد أيام من الاقتراع، أن يكون جريئا ويعبر عن موقفه من الملكية بشكل واضح، مثلا على اليازغي أن يشرح للشعب المغربي ماذا يقترح كبروتوكول عوض البرتوكول الحالي الذي يراه لائقا بالقرون الوسطى. وهل مطلب فصل السلطة عن القداسة في ما يخص شخص الملك موقف يتبناه الاتحاد الاشتراكي وحده أم يتبناه معه حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية بحكم أنهم يجتمعون ثلاثتهم في الكتلة. أم أن الأحزاب الثلاثة متفقة فقط على اقتسام الحقائب الوزارية أما في ما يخص المواقف السياسية كلها يضرب على عرامو.
لحسن الحظ أننا لم نصب بالزهايمر بعد، ولازالت ذاكرتنا تحتفظ بمطالب الحزب بخصوص تعديل الدستور. هذا المطلب الذي كان الحزب يتخلى عنه فجأة بمجرد ما يحصل على حصته من الحقائب الوزارية. أكثر من ذلك، فقد قال اليازغي في أحد حواراته هذه السنة أن ما يقوم به الملك محمد السادس هو تماما ما كان الاتحاد الاشتراكي يناضل من أجله طيلة ثلاثين سنة. ولولا أن اليازغي لعن الشيطان لكان أضاف أن محمد السادس لديه بطاقة عضوية في الاتحاد الاشتراكي.
في الحقيقة مقال «الفاشية الجديدة» الذي نشره الاتحاد الاشتراكي بتوقيع الجريدة، يستحق أن يفتح حوله نقاش سياسي في وسائل الإعلام. فهذه أول مرة يتهم الاتحاد الاشتراكي، الذي شارك في الحكومة لعشر سنوات كاملة بحقائب حساسة كالعدل والتعليم والمالية، مباشرة البروتوكول الملكي بالتخلف والرجعية والقروسطوية. ويتهم الفصل الذي يضع الملك ضمن المقدسات بالفكر الجامد والرجعي. وربما نفهم الآن ذلك الشعار الذي رفعه الحزب مؤخرا مسنودا بتابعه الصغير حزب التقدم والاشتراكية، حيث يخيرون المغاربة بين الحداثة أو الرجعية. وقد كنا نعتقد أنهم يقصدون بالرجعية حزب العدالة والتنمية، إلى أن جاء مقال «الفاشية الجديدة» ونورنا وأضاف إلى لائحة الرجعيين البروتوكول الملكي والفصل 19 من الدستور.
ولعل من يقرأ بين سطور المقال سيتبين ملامح هؤلاء الفاشيين الجدد الذين يتحدث عنهم اليازغي وحزبه. تأملوا هذه التحفة مثلا «وآخر إبداع في دعاية الفاشية الجديدة هو ذلك الذي يروج لفكرة أن المواطن البسيط لا يريد السياسة ولا الأحزاب ولا البرلمان ولا الحكومة، إنه يريد فقط الشغل والخبز، ويقدم زعيم الفاشية نفسه (شكون هوا، الله أعلم) وكأنه «نظيف» جاء يخدم الشعب البسيط، بلا أغلبية ولا معارضة».
وارد جدا أن الكلام هنا موجه إلى وزير الداخلية المنتدب السابق فؤاد عالي الهمة، فهو المرشح المستقل الذي رفع شعار الكرامة والمواطنة، والكرامة أساسها الشغل أولا وأخيرا. وقد يكون المقصود أيضا هو الوزير الأول إدريس جطو الذي لم يأت إلى منصبه من الأغلبية أو المعارضة، والذي تضايق الاتحاد الاشتراكي من الانتقادات المبطنة التي وجهها لبعض وزراء الحزب، وليس جطو وحده الذي انتقد أداء هؤلاء الوزراء الذين لم يستطيعوا مسايرة الركب، وإنما الملك أيضا عبر صراحة في خطاب العرش عن عدم رضاه عن تسيير حقيبتين وزاريتين هما العدل والتعليم يوجدان لدى الاتحاد الاشتراكي منذ عشر سنوات.
وإذا كنا مخطئين في تحديد المقصود بهذا الكلام فإننا نتمنى أن يصدر اليازغي بيانا توضيحيا يشرح لنا بالضبط من يقصده بزعيم الفاشية. فنحن حقيقة حتى وإن اجتهدنا فإننا لن نصل إلى المستوى الذي وصل إليه في لغة الغوص.
ولعل كاتب المقال التحفة فكر في ترك رسالة هامة في آخر فقرة من مقاله، موجهة مباشرة إلى من يهمه الأمر، يتساءل فيها قائلا «متى كانت الديمقراطية بلا أغلبية ولا معارضة، متى كانت الديمقراطية بدون انتخابات وبدون برلمان وبدون حكومة. جواب الفاشية الجديدة واضح، إن كل هذا لا يصلح لشيء، ولا يبقى إلا وجه الحاكم الذي يستمد «شرعيته» مباشرة من الشعب».
مشكلة الاتحاد الاشتراكي أنه يلخص الديمقراطية في نفسه، إذا شارك في الحكومة وحصل على حقيبة الوزارة الأولى فالمغرب ديمقراطي، وإذا لم يشارك فهناك تراجع عن الخيار الديمقراطي ونكوص نحو الوراء وعودة إلى سنوات الرصاص.
وكأن المغرب لا يمكنه أن يحيا إذا لم يكن هناك حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي. والحال أن المغاربة جربوهم لعشر سنوات كاملة وأثبتوا عن جدارة واستحقاق أنهم لم يكونوا في مستوى الآمال التي عقدها عليهم الشعب الذي منحهم أصواته، فخذلوه في العدل والتعليم والمالية والماء وغيرها من الحقائب التي ظهر أنها كانت أكبر من حجمهم.
يتهم الحزب من يسميهم بالفاشيين الجدد بأنهم يدفعون الناس للعزوف عن المشاركة في الانتخابات وذلك بتشويه الأحزاب وبخسها قيمتها. وينسى الحزب أن من شوه الأحزاب ليس شيئا آخر سوى قادتها، خصوصا عندما ظهروا أمام الرأي العام يتسابقون لترشيح أبنائهم وأخواتهم وقريباتهم وصديقاتهم للانتخابات.
لذلك يجب أن يعرف هؤلاء القادة أنهم فعلا كبار، لكن في السن فقط. لقد جربناكم طويلا وخذلتمونا في الأخير، ولذلك دعونا نجرب غيركم، هناك يسار آخر غيركم، ويمين آخر غيركم، ووسط آخر غيركم. أنتم لستم قدرا محتما علينا إلى الأبد. دعونا نتنفس هواء آخر غير هذا الهواء المستعمل الذي تجبروننا في كل مرة على استنشاقه. اذهبوا لترتاحوا قليلا اتركوا مقاعدكم لغيركم، غيروا الجو، فأنتم في أمس الحاجة إلى ذلك، ونحن أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق